تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. logo إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
shape
التعليقات على متن لمعة الاعتقاد
69049 مشاهدة print word pdf
line-top
قول الإمام الأوزاعي في هذا الباب

ص (وقال الإمام أبو عمرو الأوزاعي رضي الله عنه: عليك بآثار من سلف، وإن رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه لك بالقول).


س 19 (أ) من الأوزاعي (ب) وماذا يفيده أول كلامه. (ج) وما رفض الناس. (د) وما الآراء. (هـ) وكيف زخرفتها؟
ج 19 (1) الأوزاعي هو إمام الشام أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو من كبار تابع التابعين، مات سنة 157 هـ، وهذا الأثر عنه مشهور، كما في تذكرة الحفاظ جـ 1 ص 180.
(ب) ويفيد قوله: عليك بآثار من سلف: لزومها والتمسك بها، والآثار ما أثر عنهم من أقوال وأفعال، قي العقائد، والعبادات. والمراد بمن سلف الصحابة وأجلاء التابعين.
(ج) ورفض الناس للإنسان أن يمقتوه، ويعيبوا فعله، فإن أغلب الناس يميلون مع كل مستحدث جديد، ويمقتون من تمسك بسنة الأقدمين، ويرمونهم بالرجعية والتقهقر والتزمت... إلخ. مما هم بريئون منه.
(د) وآراء الرجال تخرصاتهم، واستحساناتهم التي قالوها بمجرد النظر والظن، مع مخالفتها للدليل، أي اتركها وابتعد عنها.
(هـ) والزخرفة الزينة والصبغة الجميلة ظاهرا، وأصل الزخرف الذهب، ثم شبه به كل مموه ومزور، أي لا تقبل أفكارهم وآراءهم، ولو بالغوا في تحسينها وتحليتها إلى المسامع، وأكثروا لها من تعليل، مادامت مخالفة للحق، ودلالة الأثر في أمر الأوزاعي رحمه الله باتباع آثار السلف الصالح، في العقائد والأعمال، ونهيه عن بدع المبتدعين

line-bottom